المساحة الآمنة في الحوار وصلتها بالتسامح والحد من النزاع.

برعاية من معهد الأكاديميون الدولي للتدريب وبالتعاون مع مجموعة سيدات الحوار بين الثقافات (لايسد LICD) زملاء الملك عبد الله للحوار العالمي (كايسيدKAICIID) أقيمت الجلسة الخامسة من البرنامج التدريبي الأول في المملكة تحت عنوان (المساحة الآمنة في الحوار) يوم الأحد في تمام الساعة التاسعة مساءً، قدمته الأستاذة فاطمة أبو سرير وضيف الأمسية الأستاذ: نايف الحربي مؤسس جمعية السعوديون للسلام والذي يعد من أهم الناشطين في الحوار على المستوى العالمي.

بدأت الأمسية بالحديث عن الجمعية كونها جمعية أهلية تم تسجيلها رسمياً في عام (2019)، ثم انتقل بعد ذلك إلى ذكر أهم الإنجازات التي قامت بها الجمعية قبل ذلك مثل المشاركة في برلمان الأديان عام (2015)، ثم الحصول على جائزة أفضل فيلم لحوار الأديان والذي يتبني وجود هدف مشترك رغم اختلاف الأديان كالسلام، والمحافظة على البيئة، والعطف، والرحمة على الفقير واليتيم في برلمان الأديان بلندن عام (2018).

وتضمنت الأمسية الحديث عن الأساسيات التي تُبنى عليها المساحات الآمنة ومن ضمنها بناء الثقة، والاستماع الجيد، وعدم إصدار حكم مسبق على الأخرين بسبب المظهر أو اللون أو العرق.

 كما أشار الأستاذ الحربي إلى دور المسؤول في حل الخلافات وشدد على أهمية إظهار المشاعر حتى يتمكن الطرف الآخر من إدراك الخطأ والتراجع عنه، ولذلك لا بد من وجود نية سليمة.

وأضاف الحربي أن الحوار ليس له مكان أو زمان بل هو أسلوب حياة، ونوه إلى أنه لا يوجد حوار في مواقع التواصل الاجتماعي حتى يمكن أن نخلق له مساحة آمنه؛ لكن مواقع التواصل الاجتماعي تشهد تطوراً ملحوظاً فاليوم يختلف عن الأمس ويكون ذلك عبر سن القوانين التي تجرم العنف، وعن وجود مدرب للحوار(ميسر) ذكر بأنه يتمنى أن يصبح للناس عادة تعلم آداب الحوار  نظراً لأهميته في الحياة اليومية ويتمثل ذلك في عدم التعميم؛ لأنه طريقة تفكيري تختلف عن الآخرين فلا يجوز أن أقوم بتعميم وجهة نظري على الشخص الآخر، كما يجب علينا أن نترك للشخص الآخر فرصة للحديث في حال كان الشخص كثير الكلام ونسعى لتصل وجهة النظر الخاصة بنا، خاصةً إذا كانت فريدة ومميزة، ونسمح لأنفسنا بالتسامح مع الأفكار الأخرى وهذا يعد من المهارات، أيضاً الانفتاح مع الأفكار المختلفة والتنوع بالإضافة إلى ترك الاعتقاد السائد بأن الاختلاف سيء بل على العكس  تماماً قد يساعدنا على تبني أفكار ومشاريع جديدة، وتذكر حكمة المولى عز وجل في الاختلاف وفيما يخص لغة الجسد أشار إلى أنه يختلف تفسيرها من شخص إلى آخر حسب البلد الذي ينتمي إليه.

وشهدت الأمسية تفاعل وحضور ٢١٨ متابع ومتابعة، وقد حققت الأمسية أهدافها والتي من ضمنها تقبل وجود اختلاف بين البشر وعدم تصنيفهم بحسب ألوانهم، وأعراقهم، وجنسياتهم، تحقيقًا للسلام العالمي وامتثالًا لحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع (لا فرق بين عربي ولا أعجمي الا بالتقوى).

مشاركة عبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.