الدكتورة هيا آل حرقان: (كايسيد) نابع من إيمان قوي بأهمية دور الحوار.

على هامش برنامج الحوار بين الثقافات في مستواه الرابع والمتميز بعنوان (الحوار بين الثقافات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة) للأمم المتحدة (SDGs) ومواصلة مجموعة سيدات للحوار بين الثقافات (LICD) زملاء مركز الملك عبد الله للحوار العالمي كايسيد برنامجها التدريبي الأول في المملكة (الحوار بين الثقافات) وبهذه المناسبة تحدثت الدكتورة هيا لعيون المدينة قائلة:

“إن إنشاء مجموعة سيدات للحوار بين الثقافات وبرامجها التي من أهمها برنامج الحوار بين الثقافات هو ثمرة تدريب في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين إتباع الأديان والثقافات (كايسيد) ونابع من إيمان  قوي بأهمية ودور الحوار الفعال في بناء علاقات وطيده إنسانية متآخية مع الغير المختلف عنَا لنكسب وده ونُخرج أنبل وأجمل ما لدية من قيم ومبادئ، ولنعيش بسلام مع جيراننا ومن يشاركوننا هذه الأرض، وهو ثمرة رغبة حقيقية في استثمار ما تعلمناه في كايسيد ليس فقط طوال عام كامل من خلال برنامج الزمالة الدولية ولكن أيضًا ما نتعلمه باستمرار منهم من خلال تقاربنا واندماجنا مع شعوب الثقافات الأخرى التي يتيحها لنا كايسيد، بالإضافة إلى التدريب المستمر منذ التحاقانا في برنامج الزمالة حتى الآن، وحتى للمستقبل، وكنَا بدايةًً نستهدف النخبة من الشعب السعودي من أكاديميون وموظفي الدولة، ثم ارتئينا أن نوسع دائرة الشريحة المستفيدة لتشمل عامة الشعب السعودي شباباً وكباراً، ولا نستغني عن النخب التي تثري اللقاءات بمداخلاتها وتعليقاتها وأطروحاتها، إن رغبة الحضور والمتدربين بالاستفادة الحقيقية هي دافعنا لمزيد من العطاء والبذل ونسعى من خلالهم ومن أجلهم إلى تطوير وتحسين وتجويد البرنامج”.

وأكدت الحرقان: “لا أحد من عضوات المجموعة متفرغ فالكل لديه عمله الرسمي ولكن حبنا لبرنامجنا  جعلنا نفرغ له كثير من وقتنا وانطلاقتنا وبرنامجنا، قبل جائحة كورونا كان قد اُشكل علينا فيه التنقل كمجموعة بين المدن لعقد ورش العمل الذي كان متفق عليها حيث أن كل عضوة تسكن مدينة مختلفة ولكن لعل الله جعل لنا مع هذه الجائحة لطفاً خفياً ونفعاً حيث أصبح الناس يبحثون على ما يجمعهم وينفعهم إلكترونيًا، وللاستفادة من وقتهم في منازلهم مما سهل علينا الأمر، كما أن مكوثنا مضطرين في المنزل جعلنا نفكر بعمق أكثر من قبل عندما كانت الأشغال تطاردنا فقمنا هذه الفترة  بجانب توقف العامل الاجتماعي الذي كان يأخذ حيز كبير من وقتنا بتصفية وتفريغ الاعمال والارتباطات والالتزامات المهنية فكانت فيما بعد انطلاقتنا عن بعد” .

وتشير “برغم تزاحم الدورات التدريبية وورش العمل (التطوعية والمدفوعة) في هذه الفترة إلا أن الناس مازال لديها الشغف في المعرفة الجديدة، وشغفها الأكبر في الاستماع إلى طرح مختلف عن الذي تعودت عليه في مواضيع لم تعهدها من قبل لعامة الناس، لم نكن نتوقع هذا الإقبال الكبير على البرنامج منذ بدايته حيث أننا فتحنا مساحة صغيرة من المقاعد ولكن بدأت تنهال علينا طلبات السماح لهم بالدخول أثناء بث اللقاء لذا استجابة للعدد الكبير من الراغبين في حضور البرنامج قمنا بإعادة المستوى الأول.

وتوضح الدكتورة الحرقان ” لعل أحد أسباب ارتفاع عدد الحضور والمشاركين منذ بداية البرنامج وارتفاع العدد على مدار الأيام اللاحقة هو أن البرنامج قائم على جهود فريق كامل وليس فرد يدعمه المخلصون المتطوعون من أبناء البلد مثل معهد أكاديميون وفريقه الرائع فكان لكل فرد في هذا الفريق شبكته الاجتماعية التي ساهمت في نشر احداثيات البرنامج فتلقينا إقبال كبير من خلال ذلك،  فدائمًا العمل كفريق متجانس من أهم مسببات نجاح المشاريع خاصة التطوعية منها بجانب رغبة الناس في تعلم نمط جديد من الحياة يمكن أن البعض لم يعهده أو يتعامل به، نمط متجدد حيوي يتعدى حدود الروتين الاجتماعي والمعرفي لمجتمعنا إلى ثقافات أخرى بتقاليدها وعاداتها ونمط حياتها المنوعة الاجتماعية والصحية والتعليمية، نمط جديد من الحياة يشملها التعرف على الآخر وفهمه بالحوار الفعال المثمر الذي ينتج عنه  تقبل الأخر بثقافته المختلفة ومزيد من الثراء المعرفي والخبرات المكتسبة حتى نحصل على الغاية المبتغاة وهو لنعيش بسلام وتقارب”.

وتضيف “إن برنامج الحوار بين الثقافات من المواضيع الجديدة المطروحة في المجتمع السعودي والتي تتوافق مع رؤية المملكة 2030 بتأسيس مجتمع حيوي يُعزز فيه الحوار الفعال ومبادئ العيش المشترك والتعايش والسلام، والبرنامج كاملاً 7 مستويات لكل مستوى محور خاص يطرح يوم الأحد من كل أسبوع، حيث بدأ البرنامج بالمستوى الأول وهو مقدمة و تعريف بالبرنامج وأهميته وأهدافه والتعريف بداعمه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار في فيينا (كايسيد)، وتناول كل عضو فيه التعريف بكايسيد، فكان من جانبي التعريف ببدايته وتاريخ تأسيسه وأعماله ثم انجازاته وشراكاته المستوى الأول تمهيد ضروري وأساسي لفهم  مستوياته اللاحقة التي نُفذ منها 3 مستويات حتى الآن ويتبقى منه أربع مستويات إضافية، وقد عقد المستوى الرابع يوم الأحد 30 اغسطس باستضافة كبيرة لشخصية عريقة ومرموقة سعودية وعالمية وهي الدكتورة ثريا عبيد رئيسة مجموعة المرأة العشرين W20  ، ومنذ أن تم الإعلان عن الضيف أصبح الإقبال أكبر ولله الحمد، والبرنامج الآن في مرحلته ونسخته الأولى وعند الانتهاء منه سنقوم بتقييمه والعمل على تحسينه ثم ننطلق بالنسخة أو المرحلة الثانية بإذن الله .

اختتمت آل حرقان بقولها: “لا تخلوا أي بدايةً خاصة المشاريع التطوعية من صعوبات ومن بعض الاخفاقات فمثلاً: إدارة عمل مجموعتنا وبرامجها من الجانب الاعلامي والتنسيقي كان من أكبر العقبات التي واجهتنا ولكننا تغلبنا عليها بفضل من الله ثم بسواعد المخلصين من أبناء الوطن ووقوفهم بجانبنا حتى تسير عجلة برنامجنا (فلهم منا جزيل الشكر)، ولكن من أجمل الفرص التي استثمرناها هو تميز لقاءاتنا باستضافات لشخصيات سعودية وعالمية ذات وزن علمي ومعرفي كبير وثراء فكري وخبرات عميقة  تدار في جو مفعم حيوي محبب للنفس وكأن المشاركين والحضور متواجدين معنا فعلياً، هذا ما جعل برنامجنا متميز عن كثير من البرامج الأخرى إلى جانب طرحه مواضيع لم تطرح من قبل بهذه الصيغة والتنوع، واتطلع إلى دعم مبادراتنا من الجهات المحلية ذات العلاقة فهدفنا هو مجتمعنا لتعزيز التعايش والوئام بين جميع أطياف المجتمع والمجتمعات الأخرى لنحيا بسلام في هذا الكوكب”.

هيا آل حرقان

 هي الدكتورة: هيا آل حرقان دكتوراه في العلاقات الدولية من قسم دراسات الشرق الأوسط والبحر المتوسط بجامعة (كينجز كوليج) بلندن، خريجة زمالة دولية للحوار العالمي وميسر للحوار من أجل حل النزاعات وبناء السلام لدي مشاريعي الثقافية المتعددة والمتنوعة ومن بعضها المشاركة في البحوث والدراسات لبعض المؤسسات العلمية والبحثية.

وبعد تلقيها تدريبا في برامج الزمالة لمدة عام في مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد KAICIID) وفي استثمار لتلك المهارات والخبرات الكبيرة اللاتي اكتسبتها وتحقيقيا لرؤية المملكة 2030 أطلقت مجموعة سيدات للحوار بين الثقافات (L ICD ) وعددهن 3 سيدات ممن يصنفن زميلات مركز الملك عبدالله العالمي للحوار كايسيد بصورة تطوعية.

مشاركة عبر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.